Wednesday, November 6, 2013

علم (البرادعي) أن فض ميداني مؤيدي الرئيس (المعزول) مرسي في رابعة العدوية والنهضة وما وصل إليه الانقلاب الذي أيده من جهة انتهاكات حقوق الإنسان ستضعه في موقف صعب جدا،

y369ace8g98p3rv295-news
قالت الباحثة المصرية المقيمة ببريطانيا، د.مها عزام، إن محمد البرادعي نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية المستقيل، يفهم الغرب جيدا، ويعلم أن ما ارتكبه الانقلاب في فض رابعة والنهضة ستضعه في موقف صعب جدا، وقد يعرضه للملاحقة القضائية أمام المحاكم الجنائية الدولية”، بحسب عزام.
واستنكرت الموقف الغربي من “الانقلاب” في مصر، في إشارة منها لعزل الجيش، بمشاركة قوى دينية وسياسية الرئيس السابق محمد مرسي في شهر يوليو الماضي، قائلة إنه “لا يتسق مع مبادئ الغرب ولا مصالحه في المنطقة”.
وقالت عزام، وهي باحثة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد الملكي البريطاني لدراسات العلاقات الدولية “تشاتام هاوس”: “ليس من مصلحة الغرب بعد تأييده للربيع العربي في مصر أن يتخذ هذا الموقف الذي يفقده مصداقيته”، في إشارة منها إلى عدم إدانة الدول الغربية صراحة الإطاحة بمرسي.
واعتبرت، في حديث لمراسلة الأناضول خلال تواجدها بمدينة اسطنبول التركية، أن عزل مرسي، أيا كان الحديث عن مظاهرات شعبية رافضة له، “انقلاب عسكري ضد نظام منتخب بشكل ديمقراطي، وذلك وفق كافة أسس العلوم السياسية، والمفهوم الغربي للديمقراطية”.
وعن رأيها في رد فعل الغرب إزاء فض قوات الأمن المصرية لاعتصامي مؤيدي مرسي في ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة) ونهضة مصر (غرب القاهرة) في شهر أغسطس الماضي، قالت الباحثة السياسية إن “التغطية الإعلامية للفض لم تكن كافية في الإعلام الغربي، لو كانت ظهرت بشكل أوضح وأكثر كثافة، كان سيكون هناك رد فعل من الشعوب الغربية، التي غالبيتها لا تعرف ما حدث، أو تعرفه مشوها وجزئيا”.
وحول ما يردده بعض المحللين من أن المصريين “غير مستعدين” بعد للديمقراطية، علقت عزام: “هذا الكلام غير صحيح، فالمصريون على أتم الاستعداد للديمقراطية، لكن ما حدث أن هناك أجهزة قوية استمرت على مدى سنوات طويلة في قمع هذا الشعب، ومن خلال هذ القمع استطاعت السيطرة عليه، لا عبر القوانين والنظام البوليسي فقط، وإنما من خلال الإعلام والدعاية السوداء، ووسائل الإعلام من أخطر الأدوات في هذا السياق”.
ووجهت الباحثة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انتقادات لموقف التيار الليبرالي بمصر من الإطاحة بمرسي، قائلة: “إنه موقف مؤسف، فالتيار الليبرالي في مصر وصفه هذا لا يدل على أنه قابل للديمقراطية بالمفهوم الغربي، فهو لم يكن متقبلا لنتيجة الانتخابات، ولم يتقبل فكرة العمل السياسي لتحقيق مكاسب في الانتخابات القادمة”.
وأضافت “التيار الليبرالي كان يدرك أن الشعب المصري لم يختره، وغالبا لن يختاره، وهو لم يقبل هذه الحقيقة، واعتقد أنه يمكنه إعادة الانتخابات، إذا ما تم تشويه سمعة من يقبلون المسار الديمقراطي، وفشل مرسي في ظل حالة اقتصادية صعبة ودولة عميقة، وعندما لم تسر الأمور بهذا الشكل، وصل التيار الليبرالي لمرحلة من رفض الديمقراطية بشكل فج، عندما طلب من العسكر التدخل في الساحة السياسية، ثم وقف مؤيدا للانقلاب”، على حد قولها.
وضربت عزام مثالًا بمحمد البرادعي نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية المستقيل، قائلة إن الغرب “يعتبره الليبرالي الأول في مصر، إلا أنه كان يقف بجوار وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الذي تلا بيان عزل مرسي”.
واعتبرت أن البرادعي اضطر بعد ذلك للخروج من مصر “لأنه يفهم الغرب جيدا”، وقالت “علم (البرادعي) أن فض ميداني مؤيدي الرئيس (المعزول) مرسي في رابعة العدوية والنهضة وما وصل إليه الانقلاب الذي أيده من جهة انتهاكات حقوق الإنسان ستضعه في موقف صعب جدا، وقد يعرضه للملاحقة القضائية أمام المحاكم الجنائية الدولية”، بحسب عزام.
وحول السيناريوهات المتوقعة لحل الأزمة الراهنة في مصر، قالت: “لابد أن يستجيب النظام الحالي، إما بالسياسة والدبلوماسية أو من خلال المعارضة التي تجتاح مصر ضد الانقلاب، وهي ستزداد ولن تضعف، ربما تأخذ وقتا بسبب التعتيم الإعلامي”.
وأضافت: “المفاوضات غير ممكنة في ظل اعتقالات بشكل مستمر وإلغاء تيار له دور ووجود سياسي واجتماعي كبير مثل حركة الإخوان المسلمين، وأجواء التضليل الإعلامي المستمر.. هذا حوار غير ممكن على الإطلاق، ولا أتوقع أن يثمر دون عودة الشرعية”.

No comments:

Post a Comment