Wednesday, December 27, 2017

البديل جريده مصريه

https://elbadil.com/






 تدهور التراث الشعبي المصري مسؤوليتنا في المقام الأول
أنشأت «كورال صوفي» من الفرنسيين وأقمت بهم حفلات كبيرة
التراث المصري الشعبي يتغلب على أي آلة غربية
حمل على عاتقه حلما لمدة تزيد على العشرين عاما تنقل فيها بين محافظات مصر المختلفة, حتى تمكن منه اليأس وقرر أن يترك البلاد, وتوجه إلى الغرب لتنفيذ مشروعه, وبعد نجاحه في مدينة مارسيليا الفرنسية واتساع شهرته, لم ينسَ الشيخ زين محمود، مهمته الأساسية وهي الحفاظ على التراث الشعبي المصري ومحاولة إحيائه مرة أخرى في بلده الأساسي فعاد إلى مصر بعد أن قضى في الخارج 10 سنوات.
وفي  إحدى حواري السيدة زينب العتيقة، وفي ريحها العطر تقع أكاديميته التي لطالما حلم بها, لقد حرص على اختيار المكان المناسب لتعليم تلاميذه فنون الإنشاد, والسيرة الهلالية وأغاني الفلكلور الشعبي, فبدأ تحقيق حلمه من أحد أقدم الأحياء المصرية للحفاظ على التاريخ, وفي حواره مع “البديل” كشف تفاصيل رحلة العمر.
وإلى نص الحوار..
ـ كيف كانت بدايتك في طريق الإنشاد؟
البداية كانت في المعهد الديني الأزهري في بني مزار بالمنيا حتى مرحلة الإعدادية، وتركت الدراسة لأن حياتي كانت مختلفة بعض الشيء, ولا يوجد وقت للدراسة لأني كنت منشغلا بالتصوف والقرآن, وكان جدي لوالدي محفظا للقرآن, وجدي لأمي كان شيخ طريقة, فصعب علي استكمال الدراسة لأني طوال الليل في حلقات الذكر, وفي المدرسة نائم, وعندما وصلت لسن الثالثة عشر توفي أخي الأكبر وكان مداحا, فخلفت مكانه ومنذ ذلك الوقت في الموالد وحلقات الذكر, حتى بلغت الـ24 من عمري, ومن ثم انتقلت لمرحلة أخرى, فقد كان لدي حلم بإحياء التراث الشعبي المصري.
ـ ما الفرق بين الفن الشعبي والمديح؟
المديح هو تضرع من المنشد لله عز وجل، أما الفن الشعب فمنه السيرة ومربعات ابن عروس المليئة بالحكم والمواعظ والنصائح, وهناك مواويل كموال الأم مثلا، ويقال بطريقة مؤثرة قد تدفع الابن العاق لوالديه لمراجعة نفسه تأثرا بالموال.
ـ وما ملامح مشروعك الذي أردت البدء به في سن الرابعة والعشرين؟
كان لدي أمل في إحداث نقلة ما بين الإنشاد والسيرة الهلالية فكنت أسمع عام 1975 في إذاعة الشعب الفنان جابر أبو حسين، مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي, وكنت أستمع للسيرة التي كان يسمعها كبار السن فقط, لأنها حواديت بطريقة صعيدية, لكن السيرة كنز لمن يعرفه لما تحتويه من نصائح وكان لدي حلم بغنائها, ومن هنا قررت الخروج من المنيا لتحقيق حلمي وجئت إلى القاهرة, خاصة أن الناس في المنيا كان يمكن أن تهاجمني كون الشيخ زين قارئ القرآن والمنشد اتجه إلى الغناء, مع أني لا أغني بطريقة مستفزة لمشاعر الناس, وعندما رآني أهل قريتي في التلفزيون أعجبوا بي, تعلمت في البداية الموال القصصي على يد المطرب محمد طه وبعض المغنيين في شارع محمد علي, وسافرت للأقصر للتعرف على سيد الضوي، رحمه الله.
ـ ولماذا كنت تتنقل بهذه الصورة بين المحافظات؟
كنت أريد أن يستمر هذا الفن, وبعد وفاة سيد الضوي الذي تعلمت على يده السيرة, أخذت على عاتقي تعليم أجيال جديدة لكي لا يختفي هذا الفن, ولكني واجهت صعوبات في تمويل المشروع, واستمرت المحاولات حتى جاء عام 2007 وسافرت إلى فرنسا, وعقدت النية على البدء من هناك.
ـ ولماذا اخترت فرنسا تحديداً لتحقق حلمك بها؟
قبل أن أستقر هناك ذهبت عدة مرات وأقمت حفلات أكثر من مرة, وعندي جمهور, بالإضافة إلى أن المكان متاح به كل شيء من ستوديو رخيص الثمن, والرخصة خرجت للنور في يوم واحد, ومريدو العلم كانوا كثيرين, ففي البداية أتى إلى الاستوديو 24 تلميذا, بجانب الفرق التي جاءت من أجل تعلم الوقوف على المسرح, استمر الوقت وأنشأت فرقة «زمان فابريك» مكونة من 4 موسيقيين فرنسيين, وخلال السنوات العشر التي عشتها في مدينة مارسيليا وجدت أن الوضع تدهور في مصر, وظهرت أشياء غريبة أطلقوا عليها المهرجانات، والغريب أن الشباب تجاوبوا معها وأصبحت بديلا للفن الشعبي المصري.
ـ ما أسباب تدهور الوضع برأيك؟
لأن من يهتمون بالفن الشعبي كأمثالي هجّوا وسابوا الساحة لأنهم لم يتمكنوا من تنفيذ ما يريدونه في بلادهم, فأصبحت الأجواء خالية لصناع الإسفاف، فالعيب علينا نحن في الأساس أننا تركنا الساحة لهؤلاء, ولكن هناك تقصيرا من جانب وزارة الثقافة لأن الفن الشعبي لم يأخذ حقه, ففي السابق كان المطرب الشعبي مثل محمد طه وسيد الضوي، يجوبون كل أماكن القاهرة في رمضان لإحياء لياليه, وكان الغناء الشعبي مثل الفوانيس من مظاهر رمضان، ثم بدأ المنحنى في الانهيار في خلال 4 سنوات من 1990 إلى 1994، ولو كان المسؤولون قد أدركوا قيمة الفن الشعبي لكانوا فعلوا الحفلات الرمضانية مرة أخرى. المطربون الشعبيون لا يعملون الآن, ووصل الأمر بهم أنهم لا يستطيعون توفير احتياجات بيوتهم, في الوقت الذي يملكون كنوزا في حناجرهم وعقولهم.
ـ إذًا وما الحل؟
أنا بدأت بنفسي وقدمت ألبوم «زمان فابريك» خاصة بعد اتجاه الشباب للموسيقى الغربية, ولم أطرحه للبيع, وتركته لمن يريد أن يطلع عليه من خلال موقع «يوتيوب», ودمجت بين الموسيقى الغربية والأغاني الشعبية.
ـ وهل يصحّ دمجهما وهل هو ممكن؟
التراث المصري يغلب أي موسيقى, المديح والفلكلور و«الميوزك وال» يتغلبون على أي آلة, لكن السيرة لا يجوز معها الإيقاعات المختلفة, لأنها حدوتة وتريد من يسمعها منتبها فيتم عزفها على الربابة والكَولة فقط.
ـ والآن هل أصبحت مقيما في القاهرة وهل تعلم الإنشاد فقط؟
نعم منذ 3 سنوات, أصبحت أذهب إلى فرنسا التي أحمل جنسيتها كزائر, وأيقنت أن الفن المصري مكانه هنا ورسالة لابد من تقديمها, فأنشأت الأكاديمية, تقام بها ورش, ويتردد عليها الآن أجيال مختلفة، وأدخلت بجانب ورش الإنشاد صناعة «الهاند ميد» وتعليم الخط العربي والنحت, وفي الفترة القادمة سيتم إضافة ورش لتعليم حرف المعمار المختلفة.
ـ على من تقع مسؤولية الحفاظ على التراث الشعبي؟
من المفترض أن هناك رقابة تحافظ على الهوية والتراث الشعبي المصري, وإذا تم الانحراف عن مسار الهوية المصرية في أغانيها بالشكل الذي وجدت عليه يكون هناك رد فعل, على سبيل المثال أغنية «بتناديني تاني ليه» اتبهدلت ولم تجد من يتصدى للانحراف الذي حدث لها.
ـ هل كان كل تلاميذك في فرنسا من العرب؟
عندما كنت في فرنسا كان يأتي إلى الحفلات والورش جمهور 75% منه عربي و25% فرنسيون, لأن مدينة مارسيليا التي أعيش بها أكثر سكانها من الجزائريين والمصريين والمغاربة, التلاميذ كانوا فرنسيين, كونت منهم فرقة أطلقت عليها اسم «كورال صوفي» وأتقنوا اللغة العربية, ومنهم واحدة كانت متيمة بأم كلثوم فأقمنا حفلة لها على أكبر المسارح هناك.
ـ لماذا يتربص بعض المتطرفيين بالصوفيين؟
العين تكره الناجح, والصوفيون ليسوا من مفتعلي المشاكل, المتصوف هو عارف بالله بطريقة صحيحة, ويعي أن الله قال للنبي إنك لا تهدي من أحببت, والله يهدي من يشاء, لذلك يترك الناس إلى أن يهديهم الله, فالصوفيون مع الله فقط, وينتظرون التائب يأتي إلى حلقاتهم فقط, ولا ينصبوا أنفسهم مراقبين ومحاسبين للناس, والدعوة التي يطلقها الصوفيون هي الأذان فقط, والله يهدي إليه من يصطفيه, والدعاء بين العبد وربه لشخص آخر أفضل دعوة إلى الدين, واللين أفضل شيء في الدعوة إلى الله.
ـ لماذا تبدأ حفلاتك بتلاوة القرآن ولماذا تعلمت الترانيم؟
في أول حفلة بفرنسا, كنت مترددا أبدأ بأي مقطوعة, وصعدت على المسرح وبدأت في قراءة القرآن، وبعدها دخلت الفرقة بنشيد «طلع البدر علينا» وبعد الحفلة تلقيت أسئلة ورسائل كثيرة عن القرآن الكريم ومن هذه الرسائل عدد كبير من الجمهور أعرب عن راحة القلب لذلك, ومن هنا أصبحت عادة لا تفارقني، وتعلمت الترانيم لأوجه رسالة للجميع أن البشر واحد, وأن المسلم يؤمن بالتعدد, وأن الحساب لله وحده.

Sunday, December 10, 2017

تونس الباجي قائد السبسي، ومفتي الجمهورية التونسية، عثمان بطيخ مجرمين كبار كفره

الرئيس التونسي الباجي
جهنم كافر مجرم

تقدم الكاتب والباحث في الأديان ومدير مركز أكاديمية ابن تيمية للأبحاث المعرفية والعقائدية، محمد مصطفى سليمان، وشهرته (أبوجاسر)، ببلاغ إلى النائب العام المستشار نبيل صادق، ضد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، ومفتي الجمهورية التونسية، عثمان بطيخ، ورئيس اتحاد نساء مصر والاتحاد النسائي العربي، الدكتورة هدى بدران، ومدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، الدكتورة عزة كامل، يتهمهم فيه بازدراء الدين الإسلامي وزعزعة الأمن القومي للبلاد، وذلك بسبب فتوى وتصريحات المساواة في الميراث بين الذكر والانثى، وإباحة زواج المسلمة من غير المسلم من أهل الكتاب.
وذكر البلاغ رقم 9547 لسنة 2017 عرائض النائب العام، أن هناك تصريحات للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي طرحها فى كلمته بمناسبة العيد الوطنى للمرأة التونسية دعا فيها للمساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث والسماح للتونسيات بالزواج من أصحاب الديانات الأخرى، وقام مفتي تونس بتأييد هذه القرارات التي تخالف الشريعة الإسلامية، ومباركة تصريحات الرئيس التونسي، ووصل الأمر لتجاهل بيان الأزهر الشريف، المؤسسة الدينية الرسمية في مصر والعالم الإسلامي، حول هذه المخالفات وعدم مشروعيتها.
وأوضح البلاغ أن تصريحات رئيس تونس وقراراته المخالفة للشريعة، أثارت حفيظة الملايين من أتباع الدين الإسلامي فى كل مكان بما فيها مصر، ما إدى إلى حالة من الإحتقان والغليان الشعبي خصوصًا مع تصريحات المشكو في حقهما الثالث والرابع، المؤيدة لقرارات رئيس تونس ودعوتهم إلى تطبيقها سواء خارج مصر مع المسلمات أو داخل مصر لعدم وجود ما يمنع ذلك شرعًا.
وذلك بحسب قول الدكتورة عزة كامل في تصريحات صحفية قالت فيها، (فيما يخص قضية زواج المسلمة بغير المسلم فلا يوجد ما ينص بالقرآن على عدم الزواج من كتابي أو كتابية لكن لابد من طرح كل القرارات للنقاش لصعوبة تنفيذ هذه القرارات فى مصر لإنتشار الفكر السلفي المسيطر على المجتمع المصري بشكل كبير).
فيما قالت الدكتورة هدى بدران في تصريحات صحفية أيضا، (بالنسبة لقرارات تونس فيما يخص زواج المسلمة من غير المسلم فليست هناك إشكالية ما دامت تقيم فىي الخارج وهناك الكثير من السيدات اللاتى تزوجت الواحدة منهن من غير مسلم واستطعن تربية أبنائهن على دين الإسلام، لأن تأثير الأم على الأطفال دينيًا أشد من الأب في فترة الطفولة والكثير من أزواجهن أشهروا إسلامهم لإقتناعهم بدين زوجاتهم بعد ذلك فى حين أن زواج الرجل بغير المسلمة يجعل الأبناء يتأثرون بدين الأم أكثر).
وذكر البلاغ أنه في ظل ما تقوم به الحكومة المصرية من جهود على مدار السنوات الماضية مكلفة في الوقت والجهد والمال والأفراد لمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب ومنع العمليات الإرهابية ضد القوات المسلحة والشرطة المدنية والقضاء والكنائس الخاصة بشركاء الوطن والإنسانية، تأتى مثل هذه التصريحات الغير مسئولة من رئيس دولة مسلمة ومفتى هذه الدولة لتدعم الفكر المتطرف وتشحن الأجواء فى المنطقة العربية بعاصفة من الاعتراضات والغضب الشديد.
وتابع أنه من المؤكد أن هناك جهات ستستغل حماسة الشباب فى اتجاه معاكس اثارة مدمرة وتتبنى هذه الأفكار المنحرفة المخالفة لشريعتنا سيدات يحملن أفكار وأجندات لا تمثل ديننا الإسلامى وتضر بالأمن القومى المصرى والسلم الإجتماعى حيث تحول تشريع رب العالمين فى كتابه العزيز وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى أفكار بشرية تنسب لما وصفته بأنه التيار السلفى بحسب قول الدكتورة عزة كامل وما نسب إليهن من تصريحات.
وطالب البلاغ في نهايته باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد المشكو في حقهم لقيامهم بازدراء الدين الاسلامي والتلاعب بنصوص القران الكريم وما جاء فى رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكدير الامن والسلم العام والسلم الإجتماعى بما يوجب عقابهم طبقا لنصوص مواد قانون العقوبات فى هذا الشأن حماية لدين الإسلام وسنة الرسول والأمن القومي للدولة المصرية.

http://www.albawabhnews.com/2672566

Saturday, December 9, 2017

اسرائيل تريد أن تصبح إيران هى العدو المركزى

ان بإسرائيل هى ما يراد لنا بالضبط ، أى أن تصبح إيران هى العدو المركزى ، وأن تغدو محاربة إيران هى القضية المركزية للأمة العربية ، بينما تكون إسرائيل هى الجار الطيب ، والحليف المستتر ـ فالظاهر ـ لدول عربية أساسية ، توصف فى السياسة الأمريكية بمعسكر الاعتدال العربى ، وتطلق عليها إسرائيل وصف "المعسكر السنى" ، وكأننا بصدد حلف سنى ـ يهودى ضد إيران النووية الشيعية (!) .
واللعبة جديدة قديمة ، عمرها من عمر ذهاب ريح الأمة العربية ، وهلاك المشروع القومى العربى ، واندثار النظام الإقليمى للعرب ، وتحول الجامعة العربية إلى قبر من رخام ، وانعقاد القمم العربية فى مراسم عزاء سنوى باهت ، يوقع فيه السادة القادة على قرارات جف حبرها على الورق ، تكاد لا تلتفت إلى القضية الفلسطينية ، التى كانت سببا فى اجتماع العرب ، وفى إنشاء الجامعة العربية ، وفى إصدار معاهدة الدفاع العربى المشترك ، وفى توزيع الأدوار بين دول المواجهة ودول الدعم عقب هزيمة 1967 ، وفى قيادة الأمة إلى نصر تاريخى على العدو الإسرائيلى فى حرب أكتوبر 1973 ، ثم كانت الغمة والظلمة المدلهمة ، وخذلان السياسة لنصر السلاح ، والاندفاع على طريق الخطيئة ، وإلى أن وصلنا إلى محطة العام 1979 ، وقتها كانت مصر تخرج رسميا من قيادة المشهد العربى ، وتخلى مكانها المتقدم فى مواجهة إسرائيل ، وتعقد ما يسمى معاهدة السلام ، بينما كانت ثورة الخمينى تقوم فى إيران ، وتنهى علاقة التحالف القديم بين إيران وإسرائيل ، وتتقدم إلى دور متزايد ومتصاعد فى دعم فصائل المقاومة ضد إسرائيل ، وتبنى لنفسها قوة عسكرية وعلمية هائلة ، أى أن شمس إيران كانت تشرق ، وفى اللحظة نفسها ، كانت شمس العرب تغرب ، وكان المشروع الإيرانى يتوسع كل يوم ، ويكسب أرضا جديدة ، بينما تميد الأرض وتتزلزل من تحت أقدام العرب ، وإلى أن صار المشرق العربى مغربا إيرانيا ، ووصلت حدود إيران الاستراتيجية إلى شواطئ البحر المتوسط .
والحاصل أن العرب هم الذين حطموا أنفسهم ، وأضافوا لقوة الجار الإيرانى مددا لا ينقطع ، فقد فقدوا أولا بوصلة التماسك من حول القضية الفلسطينية ، وانقطعوا عن سياق مواجهة الخطر الأصلى لكيان الاغتصاب الإسرائيلى ، ثم كانت ما تسمى "دول الاعتدال العربى" عونا لأمريكا فى عملية غزو واحتلال العراق ، فلم يكن بوسع واشنطن غزو العراق بريا بدون تسهيلات عربية ، وبدون سلسلة من القواعد العسكرية فى دول الخليج بالذات ، وكان تحطيم العراق لفائدة توسع النفوذ الإيرانى بطبائع الجوار المتداخل ، فالحياة لاتعرف الفراغ ، وكل فراغ تتركه خلفك يحتله غيرك ، ثم كانت السقطة الأفدح ، والتى اندفعت فيها ممالك الخليج وفوائضها المالية البترولية لدعم اللعبة الاستعمارية القديمة "فرق تسد" ، وإنفاق مئات المليارات لتغذية أحقاد وحروب السنة والشيعة ، وهو ما كانت أمريكا وإسرائيل تريدانه بالضبط ، بينما كانت إيران أول المستفدين فعليا من حروب تكفير الشيعة ، فالشيعية عنوان تماسك جامع فى إيران ، وهى دولة متعددة القوميات ، لا يشكل الفرس فيها سوى ثلث عدد السكان ، بينما المذهبية الشيعية تضم تسعين بالمئة من الإيرانيين ، وتصوغ نوعا من القومية البديلة ، وأضافت الدعايات السلفية والوهابية التكفيرية مددا قوميا عظيما لإيران ، فقد دفعت الشيعة العرب إلى حضن إيران ، وجعلتهم جزءا مباشرا من "التابعية" الإيرانية ، وأدوات جاهزة لخدمة طهران و"الولى الفقيه" ، وهكذا حل التيار القومى الإيرانى محل التيار القومى العربى فى التحكم بوجدان ومصائر المنطقة .
توسع النفوذ الإيرانى ـ إذن ـ من صناعة العرب الأكثر ثراء وجهالة ، ومن نتاج الخطيئة الأصلية للعرب ، فقد ترك العرب مواقعهم فى مواجهة إسرائيل لإيران ، ثم ترك العرب شيعتهم زادا إضافيا سائغا لإيران ، ثم يريدون توريطنا الآن فى عار الخدمة العلنية المباشرة لأمريكا وإسرائيل ، وتصوير محاربة إيران كواجب دينى وقومى ، وتصوير طهران كأنها العدو الأولى بالحرب ، ودفع تريليونات الدولارات لواشنطن ، ومنها إلى إسرائيل المندمجة استراتيجيا مع أمريكا ، وجعل ترامب ونتنياهو من أولياء الله الصالحين ، والاستهداء بإرشاداتهم الجليلة فى الذود عن حياض "أهل السنة والجماعة" ، والتزوير الشامل للإسلام والعروبة ، وجعل الاستسلام والتحالف مع إسرائيل سنة واجبة ، وأداء صلاة الجماعة من خلف إسرائيل (!) .
هذا هو العار الذى يريدونه لنا ، و"العمى الحيثى" عن رؤية العدو الأصلى ، وإحلال إيران محل إسرائيل ، وإشعال المزيد من حروب التمزيق الذاتى فى المنطقة العربية الإسلامية ، وهو ما لا يفيد أحدا سوى إسرائيل ، ويهلك ما تبقى من وجود العرب المنهمكين فى حروب داحس والغبراء .